06/11/1443

انتخبت اللجنة التنفيذية للدول الأعضاء بهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، المملكة العربية السعودية رئيسًا للدورة الحالية للهيئة، وذلك خلال الاجتماع السادس والثلاثين للجنة التنفيذية للدول الأعضاء بالهيئة، الذي عقد ضمن أعمال الدورة الثانية والثلاثين التي بدأت فعالياتها اليوم وتستمر لمدة خمسة أيام في محافظة جدة.    


ويناقش الاجتماع عددًا من الموضوعات، أبرزها تفشي الجراد الصحراوي خلال الفترة (2019–2021)، وسبل تعزيز قدرات الدول لمواجهة تطورات الجراد والدروس المستفادة، وتحسين وتطوير عمليات المكافحة، والتغير المناخي ودوره في زيادة وتيرة تفشي الجراد الصحراوي، والتقنيات الجديدة المزمع إدخالها في عمليات مكافحة الجراد، بالإضافة إلى خطة عمل الهيئة خلال الفترة المقبلة من (2022-2025م).

وثمن الأمين العام للهيئة مأمون العلوي الجهود التي استمرت لأكثر من عامين من المقاومة والمكافحة المكثفة لأسراب ومجاميع الجراد الصحراوي التي غزت الدول الأعضاء في الهيئة، والتي شكلت تحديًا حقيقيًا لعمليات المسح والمكافحة، وأثمرت في النهاية عن السيطرة على موجات أسراب الجراد المتتالية، مشيرًا إلى أن المساحة التي تمت فيها أعمال المكافحة، فاقت الـ (6.5) ملايين هكتار في كافة الدول.

من جانبه، أوضح مساعد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للزراعة، الدكتور سليمان الخطيب، أن المملكة تُعد من أكثر الدول تأثرا بفورة الجراد الصحراوي، نظرًا لأنها تمثل ملتقى لتكاثر الجراد وانتشاره في مواسم التكاثر الشتوي والربيعي، موضحًا أن المملكة بفضل الدعم اللامحدود من قِبل القيادة الرشيدة، تمكنت من السيطرة على تفشي الجراد الصحراوي، وقامت بمكافحة ما يقارب (700) ألف هكتار بين عامي (2019- 2021)، مستخدمة كافة الوسائل الأرضية والجوية، ومسخِّرة كافة جهودها للسيطرة على تفشى الجراد ومنع انتقاله الى دول الجوار.

ودعا الخطيب إلى ضرورة تطوير الآليات الاستراتيجية للمكافحة الوقائية والتعامل مع فورات وأوبئة الجراد الصحراوي في دول الهيئة، حتى تكون في كامل الاستعداد لضمان عدم تكرار ما حدث خلال عامي (2019- 2021)، خاصة مع التغيرات المناخية وظاهرة النينو التي تشهدها المنطقة، مشيرًا إلى أن المملكة قدمت دعمًا ماليًّا بقيمة مليون وخمسمائة ألف دولار لصندوق الطوارئ، خلال الاجتماع العاجل الذي عقد بالقاهرة عام (2019)، حتى تتمكن الهيئة من دعم الدول الأعضاء لمواجهة هذا الخطر.

بدوره، أكد مدير برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمملكة أيمن عمر، أن المملكة لعبت دورًا رائدًا وسبّاقًا في الإنذار بالفورة المحتلة للجراد في المنطقة عام (2019)، ودعت للتأهب لها ومناصرة حشد الموارد لمجابهتها، بالإضافة إلى دعمها المادي المتواصل للهيئة، مضيفًا أن وزارة البيئة والمياه والزراعة أولت اهتمامًا كبيرًا بجهود الرصد والإنذار المبكر والقضايا الرئيسة المتصلة بمكافحة الجراد الصحراوي، إيمانا منها بخطورته وما يمثله من تهديد للأمن الغذائي في المنطقة.

وأوضح عمر أن دول المنطقة بما فيها دول القرن الأفريقي الكبير، وبمساعدة منظمة الفاو والهيئة ودعم المانحين؛ قامت بمجهودات كبيرة ومقدرة ساهمت كثيرا في درء آثار فورة الجراد، مؤكدًا على توصية المنظمة بأنه يجب على دول مناطق تكاثر الجراد العمل على إنشاء وتقوية وتعزيز دور المراكز الوطنية لمكافحة الجراد وضمان استقلالية هذه المراكز، مؤكدًا استعداد منظمة "الفاو" للمساهمة الفاعلة في تنفيذ ما يليها من توصيات وقرارات اجتماعات هذه الدورة، بما يخدم الدول الأعضاء ويعزّز قدرات الهيئة في القيام بدورها المحوري المهم.

عقب ذلك، قامت اللجنة التنفيذية للهيئة بفتح باب التصويت للأعضاء، لاختيار رئيسٍ ونائبٍ للرئيس للدورة الحالية، وبعد إجراء التصويت تم الإعلان عن اختيار المملكة العربية السعودية رئيسًا للدورة (32) لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى، واختيار جمهورية مصر العربية نائبًا للرئيس.  

وصاحب الاجتماع، إقامة معرضٍ اشتمل على استعراض أحدث الأجهزة والتقنيات المستخدمة في عمليات مكافحة الجراد الصحراوي، ووَقف أعضاء الهيئة من خلال جولة في أقسام المعرض، على تفاصيل واستخدامات تلك الأجهزة وفعاليتها في مكافحة الجراد والقضاء عليه.

وتشارك في الدورة الحالية للجنة التنفيذية لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى (16) دولة، هي: السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، عمان، الكويت، اليمن، سوريا، لبنان، الأردن، العراق، مصر، السودان، إثيوبيا، جيبوتي، إريتريا، بجانب مشاركة العديد من الهيئات والمنظمات الدولية المعنية.